في شهر سبتمبر 2023 وأمام ضغوط متزايدة من المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، قام المكتب التنفيذي لمنظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد والجريمة (OMSAC) بتكليف قسم النزاهة والتحقيقات التابع له لدراسة العقبات التي تمنع المواطنين والرياضيين من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (RASD) من المشاركة في المسابقات الرياضية الإفريقية والدولية. حيث تأتي هذه التحقيقات في إطار الجهود الرامية لاحترام حقوق الإنسان الأساسية، ولا سيما الحق في ممارسة الأنشطة الرياضية.
تحقيق معمق على الساحة الإفريقية
على مدار عام كامل، أجرت فرق منظمة OMSAC مشاورات مع إتحادات رياضية متعددة، وشخصيات مؤثرة في المجالات الرياضية والدبلوماسية ومنظمات إعلامية. وتركز نحو 95% من هذه الإتصالات على القارة الإفريقية، حيث تُعد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عضوًا رسميًا في الإتحاد الإفريقي. ورغم هذا الوضع لا تزال هناك عقبات عديدة تحول دون مشاركة الرياضيين الصحراويين في المنافسات الإقليمية والدولية.
نتائج صادمة: نفاق وضغوط مالية.
كشفت نتائج التحقيقات عن ممارسات مقلقة. إذ يبدو أن قرارات الهيئات الرياضية الكبرى مثل اللجنة الأولمبية الدولية (CIO) والفيفا (FIFA)، تستند إلى مصالح مالية أكثر من إلتزامها بمبادئ حقوق الإنسان أو المساواة في الرياضة. وأسفرت هذه السياسات عن إقصاء ممنهج للرياضيين الصحراويين، في إنتهاك صريح للمبادئ الأساسية للأمم المتحدة وحقوق الرياضة.
مفارقات مثيرة للقلق
من بين أبرز الإكتشافات المثيرة للجدل، موقف بعض المسؤولين في الهيئات الرياضية الإفريقية. فعلى الرغم من إنتمائهم لدول تدعم تقليديًا القضية الصحراوية، إلا أن هؤلاء المسؤولين عارضوا إدماج الرياضيين الصحراويين. تسلط هذه المفارقة الضوء على تناقضات سياسية ومصالح متضاربة ونفاق واضح. ويتوجب على الدول المعنية فتح تحقيقات مع ممثليها على المستويين القاري والدولي لمساءلتهم ومعاقبة كل من يثبت تورطه.
الإجراءات المتوقعة من منظمة OMSAC
حيث قررت هذه الأخيرة إحالة هذه القضية على الإتحاد الإفريقي والهيئات الرياضية الدولية، بما في ذلك اللجنة الأولمبية الدولية. كما دعت المنظمة الدول المؤيدة للقضية الصحراوية إلى التحقيق في ممارسات ممثليها داخل الإتحادات الرياضية القارية والعالمية.
دعوة للعدالة والشفافية
من خلال الدفاع عن حقوق الرياضيين الصحراويين، تسعى منظمة OMSAC ليس فقط لضمان حقهم في الوصول إلى المسابقات الرياضية، بل أيضًا لمحاربة الإقصاء والفساد والظلم الممنهج. تأتي هذه الخطوة ضمن إطار أوسع لتعزيز النزاهة والمساواة في الرياضة على المستوى العالمي.
تقاعس الهيئات الرياضية الأفريقية تجاه القضية الصحراوية
ختامًا، من المهم الإشارة إلى أن هيئتين رياضيتين إفريقيتين رئيسيتين، هما رابطة اللجان الأولمبية الوطنية الأفريقية (ACNOA) واتحاد الاتحادات الرياضية الأفريقية (UCSA)، كان بإمكانهما لعب دور محوري في دمج الرياضيين الصحراويين. ومع ذلك، لم تتخذ هاتان الهيئتين، رغم أهميتهما ونطاق عملهما القاري، الإجراءات اللازمة لضم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. هذا الوضع يثير قلقًا إضافيًا نظرًا لأن رئيسي هاتين الهيئتين ينتميان إلى دولتين تعترفان رسميًا بالجمهورية الصحراوية، وهما الجزائر ومصر.
هذا يطرح تساؤلًا جوهريًا: هل يتصرف هؤلاء المسؤولون وفقًا للمبادئ التي تدافع عنها دولهم، أم أنهم يتجاهلون تلك المبادئ أثناء تأديتهم لمسؤولياتهم الدولية؟ يلتزم قسم النزاهة والتحقيقات في منظمة OMSAC بمواصلة جهوده لتسليط الضوء على هذه القضية المعقدة. وسنتعرف قريبًا ما إذا كانت هذه الممارسات تحظى بعلم الدول المعنية أم لا. إن هذا النضال جزء من معركة أوسع لتحقيق العدالة والشفافية والإنصاف الرياضي في إفريقيا وخارجها.
قسم النزاهة والتحريات OMSAC
Comments